ابتلاء يوسف يوسف عليه السلام: من السجن إلى التمكين

قصة يوسف عليه السلام واحدة من أعظم القصص التي وردت في القرآن الكريم، بل وصفها الله تعالى بقوله:

{نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن} [يوسف: 3].

إنها قصة ملهمة تحمل في طياتها دروسًا في الصبر، والتوكل، والإيمان، وكيف يحوّل الله المحنة إلى منحة، والابتلاء إلى رفعة وتمكين.

🌿 بداية القصة: رؤيا صادقة

بدأت قصة يوسف عليه السلام برؤيا رآها وهو صغير، قال تعالى:
{إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} [يوسف: 4].

كانت هذه الرؤيا بشارة من الله بأن يوسف سيكون له شأن عظيم، وأن إخوته ووالديه سيجتمعون حوله في النهاية.

🌿 المؤامرة والإلقاء في البئر

حسد إخوة يوسف عليه السلام مكانته عند أبيه يعقوب، فخططوا للتخلص منه، حتى ألقوه في غيابة الجب.
لكن الله تعالى أراد له النجاة، فالتقطه بعض المسافرين وباعوه في مصر بثمن بخس.

🌿 الفتنة في قصر العزيز

كبر يوسف وأصبح شابًا جميلًا، فابتُلي بفتنة امرأة العزيز، لكنه ثبت على الطاعة وقال كلمته الخالدة:
{معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون} [يوسف: 23].

هذا الموقف علّمنا أن العفة أعظم من كل مغريات الدنيا، وأن رضا الله أهم من رضا البشر.

🌿 السجن: مدرسة الصبر والإيمان

ظل يوسف في السجن بضع سنين ظلمًا، لكنه لم يفقد أمله بالله، بل دعا رفقاءه إلى التوحيد.
حتى جاء اليوم الذي فسّر فيه رؤيا الملك، فكانت بداية خروجه من السجن وبدء التمكين.

🌿 من السجن إلى التمكين

بعد أن فسر يوسف رؤيا الملك، جعله عزيز مصر أمينًا على خزائن الأرض.
قال تعالى:
{وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين} [يوسف: 56].

وهنا نرى أن الله لا يضيع أجر الصابرين، بل يرفعهم درجات ويمنحهم مكانة عظيمة.

🌿 اللقاء المؤثر

في النهاية، تحقق وعد الله واجتمع يوسف بوالديه وإخوته، وسجدوا له احترامًا لا عبادة، فقال:
{ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا} [يوسف: 100].

✨ الدروس والعبر من قصة يوسف عليه السلام

• الصبر مفتاح الفرج: مهما طال البلاء، فالعاقبة للصابرين.
• العفة أعظم انتصار: النجاة من الفتنة أعظم من النجاة من السجن.
• الثقة بوعد الله: المحن طريق إلى المنح والتمكين.
• العفو والتسامح: يوسف غفر لإخوته وقال: "لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم."
  

  إليك أبرز المحطات في قصة يوسف عليه السلام

   · رؤياه منذ الصغر
  رأى يوسف في منامه أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر يسجدون له، وأخبر والده يعقوب عليه السلام، فأخبره بأن الرؤيا لها معنى ولكن عليه التحلي بالصبر.
     حسد إخوته:
  غار إخوته منه بسبب حب يعقوب له، فقرروا التخلص منه فألقوه في البئر، ثم باعوه إلى قافلة تجارية.
  العمل في مصر
  اشتراه عزيز مصر ووجد فيه أمانة وإخلاصًا، ثم تعرض لمحنة الاتهام من امرأة العزيز، لكنه صبر وتمسك بطاعة الله، فأدخل السجن ظلمًا.
   التفسير في السجن:
  فسر يوسف عليه السلام رؤى بعض زملائه في السجن بدقة، وأصبح تفسيره معروفًا حتى وصل إلى ملك مصر حين واجهه حلم لا يعرف له تفسيرًا، ففسره يوسف وأظهر حكمته.
    الارتقاء في منصب مصر:
  بعد تفسير الحلم، تولى يوسف عليه السلام مسؤولية كبيرة في إدارة خزائن مصر، وأنقذ البلاد من المجاعة.
   اللقاء بالعائلة والمغفرة:
  اجتمع يوسف مع إخوته الذين ظلموه، فغفر لهم وأظهر عظمة التسامح، وجمع شمل العائلة.
  

  الدروس المستفادة من قصة يوسف عليه السلام:

·         الصبر على الابتلاءات والثقة بالله.

·         التسامح والعفو عن من ظلمنا.

·         الاعتماد على الحكمة في مواجهة الصعوبات.

·         الإيمان بأن الله يمهّد الخير حتى بعد المحن.

📌 خلاصة

قصة يوسف عليه السلام تعلمنا أن الطريق إلى التمكين مليء بالابتلاءات، لكن الله مع عباده المؤمنين.

فإذا ضاقت بك الدنيا يومًا، فتذكر أن يوسف خرج من الجب والسجن إلى أن صار عزيز مصر.

هكذا يصنع الصبر والإيمان المعجزات.